responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290

كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سـبأ:13)؟

قلت: لقد ربط الله تعالى بين العمل والشكر، فما سر ذلك؟

قال: الشكر ينتظم ثلاثة أمور: معرفة النعمة وعلاقتها بالمنعم، والفرح الحاصل بانعامه، والقيام بما هو مقصود المنعم ومحبوبه .. ومن هذا الأخير يدخل العمل، ويدخل كل ما تعرفونه من الشكر بالجوارح واللسان.

قلت: عرفت الركنين الأولين لكني لم أفهم علاقة العمل بالركن الثالث.

قال: الركن الثالث من أركان الشكر يتعلق بالجوارح .. بأن تستعمل نعم الله تعالى في طاعته والتوقى من الاستعانة بها على معصيته، فشكر كل نعمة لا يتم إلا باستخدامها فيما خلقت له.

قلت: فهمت كل هذا .. ولكني لا أقصد بالعمل إلا ما يتمحض منه للدنيا.

قال: لا فرق بين الدنيا والآخرة .. ولا بين الدين والحياة .. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (الأنعام:138)

قلت: هذه الآيات تشدد على الذين حرموا ما رزقهم الله من النعم معتبرة ذلك من الافتراء على الله.

قال: فهي لذلك تدعوكم إلى تناول هذه النعم باسم الله ليكون تناولكم لها جزءا

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست