اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 28
قلت على البديهة من غير تفكير:
الترقية.
قال: وما الترقية؟
قلت: أن ينتقل العامل البسيط إلى
نائب لرئيس للعمال، وأن يرتقي النائب إلى درجة الرئيس، وهكذا ..
قال: ألأجل الأجر المرتفع للمنصب
الأعلى؟
قلت: ليس ذلك فقط، بل أحيانا لا يكون هناك اختلاف
كبير في الأجور، ومع ذلك يطمح كل عامل في منصب أرقى.
قال: لماذا إذن؟
قلت: هذا شيء نفسي، فكل إنسان يحب
أن يكون له من المناصب أرفعها .. لقد عجن هذا في طبيعة الإنسان عجنا.
قال: فما تسمونه بالترقيات تسميه
النصوص بالدرجات، وهي من أنواع الجزاء التي ينالها الساعي المحتسب .. وهي من
الجزاء الذي وضعه الله لملء تلك الحاجة الإنسانية الطالبة للترقي.