اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
تحقق
بما يقتضيه هذا الوقف من صفات؟
قلت:
أجل، فقد قال وهو ينكر على متصوفة عصره:(وإنما عصيانهم في التلبيس والسؤال على اسم
التصوف والأكل من الأوقاف التي وقفت على الصوفية،لأن الصوفي عبارة عن رجل صالح عدل
في دينه مع صفات أخر وراء الصلاح، ومن أقل صفات أحوال هؤلاء أكلهم أموال السلاطين
وأكل الحرام من الكبائر، فلا تبقى معه العدالة والصلاح، ولو تصور صوفي فاسق لتصور
صوفي كافر وفقيه يهودي، وكما أن الفقيه عبارة عن مسلم مخصوص، فالصوفي عبارة عن عدل
مخصوص لا يقتصر في دينه على القدر الذي يحصل به العدالة، وكذلك من نظر إلى ظواهرهم
ولم يعرف بواطنهم وأعطاهم من ماله على سبيل التقرب إلى الله تعالى حرم عليهم الأخذ
وكان ما أكلوه سحتا)[1]
قال:
فكذلك الأموال المرصدة لأهل العلم هي من أموال موقوفة على من اتصف بصفات معينة،
فمن توفرت فيه جاز له أن ينالها، ومن لم تتوفر فيه كان آكلا للسحت، وتحق بحقيقة
قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ
وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ (التوبة: 34)، فمن أكلهم الباطل
نيلهم لأجر لا يستحقونه.
التيسير:
اقتربنا
من الباب الثاني من أبواب الفكر، وقد علقت عليه صورة مكتبة ضخمة