ودعوا العباقرة يولدون في الشوارع والطرقات والأكواخ والقصور، فالعبقرية ليست حكرا على الجامعات والمعاهد.
قلت: لم أفهم إلى الآن قصدك من كل هذا.
قال: التفريغ الذي أقصده لا يتعلق إلا بمن توفرت فيه القدرة على الإنتاج العلمي، فلا يكفي فيه مجرد الانتساب للجامعات والمعاهد.
قلت: وكيف نعرف ذلك؟
قال: بالجرح والتعديل.
ضحكت، وقلت: وما علاقة الجرح والتعديل بهذا؟
قال: ألم يكن العلماء في القديم يدرسون شخصيات المحدثين ليروا مدى ورعهم، ومدى قدرتهم على الحفظ والضبط ليحكموا على حديثهم بعد ذلك بالقبول أو الرفض؟
قلت: أجل ..
قال: فكذلك فافعلوا .. فللعلم أماراته.
قلت: فإن لم نجد فيهم الأهلية؟
قال: أنواع الجهود كثيرة، فمن لم يصلح لهذا الباب صلح لغيره.
قلت: ولكن نفوسهم قد تميل لهذا النوع من الجهد.
قال: ليثبتوا ما تميل إليه نفوسهم، وإلا فإن أكلهم المال المرصد لأهل العلم حرام، ألم تقرأ ما قال الغزالي فيمن يسكن الرباطات الموقفة على الصوفية من غير