اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276
ليسجلوا
أنفسهم في دوائر أهل العلم .. وستتعطل بذلك الحياة.
قال:
للعلم أهله، وليس كل من سجل نفسه في دائرة من الدوائر قبل فيها.
قلت:
أتقصد الانتقاء؟
قال:
أجل، فالعلم لا ينهض به إلا من توفرت فيه خصائص أهل العلم، فإن وجدت في المتقدم،
وكان له من القدرات ما يمكن أن يصير به قمرا من أقمار الهداية قبل، ووضع له من
الرزق ما يغنيه عن الانشغال عن العلم.
قلت:
أتقصد أن يكون حاملا لشهادة من الشهادات العالية؟
قال:
ليس بالضرورة ذلك، فكثيرمن حملة الشهادات أميون متسترون بذلك القرطاس الذي منحوه.
قلت:
فكيف يعرف العالم أو طالب العلم إن لم يعرف بالشهادة؟
قال:
بالعلم .. وبإنتاج العلم .. وبتحقيق العلم.
قلت:
ولكن البشر توصلوا إلى الشهادة كسبيل من سبل التعرف على أهل العلم .. وقد سبق
المسلمون إلى ذلك، ففرقوا ـ مثلا ـ بين المجتهد المطلق، ومجتهد المذهب، والمتبع،
والمقلد، وفرقوا في الحديث بين المحدث والحافظ والحجة والحاكم وهكذا في كل العلوم
نجد المراتب المختلفة.
قال:
فتلك المراتب بم نالوها .. أبشهادات نالوها أم بالبحث والاجتهاد؟
قلت:
بل بالبحث والاجتهاد.
قال:
فلذلك إن أردتم أن تتحققوا بحقائق أهل العلم انشروا العلم بين الناس،
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276