responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275

قلت: أهي محصورة كانحصار الأركان.

قال: أجل .. ولا يغني بعضها عن بعض ..

لاح لي أربعة أبواب داخل مدخل باب الفكر، فقلت: لا شك أن هذه أبوابها.

قال: أجل .. هي أبوابها، فهلم إليها.

التفريغ:

اقتربنا من الباب الأول من أبواب الفكر، وقد علقت على بابه صورة عالم جليل، قد توفر له من أسباب الرزق ما صرفه صرفا كليا لطلب العلم وتعليمه، وقد أبدع الفنان الذي رسم الصورة في التعبير عن هذا المعنى، بما لا يستطيع اللسان التعبير عنه.

قلت للمعلم: لا شك أن هذا باب التفريغ، فالراحة النفسية التي جعلت هذا العالم منصرفا انصرافا كليا للعلم سببها ما توفر لديه من انتفاء الموانع التي تحول بينه وبين البحث والطلب.

قال: أجل .. وهذا هو أول ركن من الأركان التي تسهم في النهضة العلمية، فلا بد أن يوفر للعالم ولطالب العلم من الرزق ما يجعله متفرغا لطلب العلم أو للبحث فيه، فلا يمكن للعقل المملوء بهموم المعيشة أن يتفرغ للتفكير السليم.

قلت: أتقصد أن يعطى العلماء من الأجور ما يفرغهم للبحث؟

قال: ليس العلماء فقط، بل العلماء وطلبة العلم، فلا يمكن أن يصير الشخص عالما إذا لم يبدأ طالبا.

قلت: لو أن الأمر بهذه الصورة، فإن كل الخلق سوف يتركون وظائفهم وأعمالهم

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست