اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251
قال: باب العزة.
قلت: العزة! .. ما العزة؟
قال: الرأس الذي لا يعرف الانحناء
إلا في الركوع .. والجبهة التي لا تطأ الأرض إلا في السجود.
قلت: وما علاقة الورع بالعزة.
قال: من تورع عن أموال الناس لم
يضطر إلى الانحناء لهم.
قلت: ومن يدخل هذا الباب؟
قال: هذا باب العلماء الذين رأوا العلم
أشرف من أن يبتذلوه أمام أبواب السلاطين.
قلت: أتقصد علماء قومي.
قال: أقصد من يفعل ذلك من علماء
قومك .. أقصد الذين خاطبهم الفضيل بقوله:(كنتم معشر العلماء سرج البلاد يستضاء
بكم، فصرتم ظلمة، وكنتم نجوما يهتدى بكم، فصرتم حيرة، ثم لا يستحي أحدكم أن يأخذ
مال هؤلاء الظلمة، ثم يسند ظهره يقول: حدثنا فلان عن فلان)
قلت: لكنه قال:(لأن أطلب الدنيا
بطبل ومزمار أحب إلي من أن أطلبها بالعبادة) فكيف يقول هذا: ألم يعلم ما قيل في
الطبل والمزامير؟
قال: انصح الدجالين من متعالمي قومك
بأن يشتروا طبولا ومزامير، فهي خير لهم من بيع الدين بالدنيا، أليس للطبل عندكم
سوقا؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251