اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25
قلت: أجل، لقد قرن الله تعالى في
هذه الآية بين الجهاد والضرب في الأرض.
قال: بل قدم الضرب في الأرض على
الجهاد، فلا يمكن للمجاهد أن يجاهد لولا وجود من يضرب في الأرض.
قلت: فإن كثيرا من أغرار قومي قرأوا
ما ورد في فضل الجهاد والموت في سبيل الله، فراحوا يحملون السلاح على كل غاد
ورائح.
قال: فأخبروهم عن فضل العمل، وفضل
الحياة في سبيل الله، وأعطوهم بدل أسلحتهم ما يرفع هامتكم ويحصن ثغوركم.
قلت: حصوننا محمية بجيوش لا قبل
لأحد بها، وبأسلحة هي في غاية التطور.
قال: ولكنكم تغزون علميا واقتصاديا
وإعلاميا .. أنت تغزون في بيوتكم كل حين ولكنكم لا تشعرون.
قلت: وعيت هذا.. فما غيره؟
قال: لقد قرن الله تعالى السعي في
عمارة الأرض بالعبادة، فقال:﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ
فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الجمعة:10)
قلت: وورد اقتران الكسب بالحج، فقال
تعالى:﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ
رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ
الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ
قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ (البقرة:198)، فمن الأقوال في تفسير قوله تعالى:﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ
لَهُم﴾ (الحج: 28) أن المنافع (الأجر
في الآخرة والتجارة
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25