قال: أنتم تغتصبون ثروات الاجيال التي تأتي من بعدكم، لتجعلوا منها بركا ترضي غرامكم بالسباحة.
قلت: فسر لي يا معلم، فإني لا أكاد أفهم.
قال: هذا النفط الذي ظهر بأرضكم .. أهو ممدود لا حد له .. أم مصيره إلى النفاذ؟
قلت: بل هو محدود .. ومحدود جدا .. ولذلك نسمعهم يتحدثون عن احتياطي البترول.
قال: فكونه محدودا يعني أن له نهاية ينتهي إليها.
قلت: أجل .. فلا فرق بينه في ذلك وبين ما يخزن من طعام، بل إنه في هذه الناحية أقل من الطعام قدرا.
قال: لم؟
قلت: لأن الطعام يمكن استنباته وزرعه ليعطينا أضعافا مضاعفة .. أما البترول، فلو زرعناه لأنبت لنا التلوث، ولم يعطنا قطرة بترول واحدة.
قال: أهذا البترول الذي وجد على أرضكم لكم خاصة، أم لكل من يسكن هذه الأرض التي تسكنونها؟
قلت: ما تقصد؟
قال: هل هو لكم خاصة .. أم هو لأحفادكم وأحفاد أحفادكم؟
قلت: هو لنا ولأحفادنا .. لا ينبغي أن نستأثر به دونهم.