responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246

قال: فأنتم تستأثرون به .. ألستم تبالغون في الإنفاق من هذا الكنز؟

قلت: كيف؟

قال: أنتم تنفقون منه مئات أضعاف ما تحتاجونه، ثم تنفقون ما تنفقونه منه في تنمية تخلفكم.

قلت: هذا صحيح، فنحن نتعامل مع البترول بإسراف.

قال: أنتم تتعاملون معه كما يتعامل ذلك الأبله الذي يسرق حليب الرضع ويتركهم يتضاغون من الجوع.

قلت: ولكن البترول ليس حليبا .. أتتصور أنه يمكن أن نصنع من البترول حليبا!؟ .. هذ فكرة جيدة.. سأطرحها على قومي.

قال: دعك من هذا .. فالغذاء ما خلقه الله، لا ما تصنعونه من سموم.

قلت: ففسر لي ما تقول؟

قال: الحليب رزق الله لهؤلاء الرضع .. وأنتم تعتدون عليه من غير حاجة.

قلت: ولكنه وجد في أرضنا.

قال: ولكل من وجد في أرضكم.

قلت: أليس من قتل قتيلا استحق سلبه، ومن أحيا أرضا مواتا فهي له.

قال: لا .. هي له يستغلها وينتفع بها لا ليستأثر بها دون غيره من خلق الله، ألم تعلم حقيقة الاستخلاف؟

قلت: تعني أن ننتفع دون أن نتملك.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست