قال: فأنتم تستأثرون به .. ألستم تبالغون في الإنفاق من هذا الكنز؟
قلت: كيف؟
قال: أنتم تنفقون منه مئات أضعاف ما تحتاجونه، ثم تنفقون ما تنفقونه منه في تنمية تخلفكم.
قلت: هذا صحيح، فنحن نتعامل مع البترول بإسراف.
قال: أنتم تتعاملون معه كما يتعامل ذلك الأبله الذي يسرق حليب الرضع ويتركهم يتضاغون من الجوع.
قلت: ولكن البترول ليس حليبا .. أتتصور أنه يمكن أن نصنع من البترول حليبا!؟ .. هذ فكرة جيدة.. سأطرحها على قومي.
قال: دعك من هذا .. فالغذاء ما خلقه الله، لا ما تصنعونه من سموم.
قلت: ففسر لي ما تقول؟
قال: الحليب رزق الله لهؤلاء الرضع .. وأنتم تعتدون عليه من غير حاجة.
قلت: ولكنه وجد في أرضنا.
قال: ولكل من وجد في أرضكم.
قلت: أليس من قتل قتيلا استحق سلبه، ومن أحيا أرضا مواتا فهي له.
قال: لا .. هي له يستغلها وينتفع بها لا ليستأثر بها دون غيره من خلق الله، ألم تعلم حقيقة الاستخلاف؟
قلت: تعني أن ننتفع دون أن نتملك.