اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244
وراء صبية صغار يحبون ليسرق
حليبهم، وهم يتضاغون من الجوع، فلا يرحمهم .. ثم يغسل بالحليب الذي سرقه منهم يديه
ورجليه ويرمي الباقي منه في بركة صغيرة .. ثم يرمي نفسه يسبح فيها.
فقلت للمعلم: ما هذه
الصورة؟
قال: هذه صوركم.
قلت: معاذ الله أن تكون هذ
صورنا .. كيف هذا؟
قال: هذه صورتكم التي
تسترونها، وتلحون في سترها، ولكن الحقيقة تأبى إلا أن تفضحكم.
قلت: كيف تكون هذه صورتنا،
ونحن الذين نهتم بالطفولة، ونرعاها، ونؤسس لها دور الحضانة ونخترع لها كل يوم من
الألعاب ما يجعلها تعيش جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
قال: أنتم تكذبون عليها،
وتكذبون على أنفسكم، وتكذبون على كل الأجيال التي تأتي بعدكم، ولا تكتفون بالكذب،
بل تضمون إليه السرقة والغصب.
قلت: كيف؟
قال: لقد أودع الله ثروات
في الأرض تكفي لكل فرد فيها إلى قيام الساعة.
قلت: هذا صحيح .. خاصة إن
حددنا نسلنا.
قال: الله أكرم من أن
يأمركم بحد نسلكم، فرزقه وفير، وخيره كثير.
قلت: فكيف نغتصب إذن ما ليس
لنا؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244