قلت: إلا من كان منها من له القدرة
على نظم الشعر، أو امتلك من البيان ما يسحر به الخلفاء والوزراء والقادة.. ولكن مع
ذلك، فقد أنكر العلماء ما وقع فيه الحكام، فهذا ابن حزم يقول:(اللهم إننا نشكو
إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم، وبعمارة قصور
يتركونها عما قريب، عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم ودار قرارهم، وبجمع
أموال ربما كانت سبباً في انقراض أعمارهم وعوناً لأعدائنا عليهم عن حاجة ملتهم حتى
استشرف لذلك أهل القلة والذمة، وانطقت ألسنة أهل الكفر والشرك)[2]
قال: ألا تخافون أن يحيق بكم ما حاق
بالمترفين من هلاك؟
قلت: ولكنا من الأمة المرحومة.
قال: سنة الله مع خلقه واحدة، ألا
تعلم أن الله (عدل)
قلت: ولكن النصوص وردت برحمة هذه
الأمة.
قال: لماذا تأخذون ببعض الكتاب
وتكفرون ببعض، ألم يكن a
يخشى على أمته عواقب الترف، فقد قال a:(والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت
على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها،