responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240

فكر الترف بين العامة أعماهم عن الصالحين، فلم يروا صالحا للحكم غير المترفين، ألم تسمع قوله تعالى عن الطريقة التي تربع بها فرعون على العرش:﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾ (الزخرف:54)؟

قلت: لقد ربط تعالى بين استخفافه وفسقهم.

قال: لولا فسقهم، ما استخفهم.

قلت: ولكن لماذا يتسلط المترفون على أموال الشعب .. ألا يكفيهم ما هم فيه من ترف؟

قال: المترف يرى كل شيء ملكا له، ولذلك إذا استبدوا بالحكم جعلوا من أموال الشعب اموالا لهم يهبونها لمن شاءوا، ويبنون بها ما شاءوا، ألم تسمع الصلات الضخمة التي كانت توهب للشعراء من الخلفاء والوزراء؟

قلت: بلى، ونحن نستدل على ذلك بكرم الخليفة والوزير، ولا نزال نروي أن المعتصم بن صمادح وهب قرية بأكملها للشاعر أبي الفضل جعفر بن أبي عبد الله بن مشرف حينما أنشده قصيدته التي مطلعها:

قامت تجر ذيول العَصْبِ والحِبَرِ ضعيفة الخصر والميثاق والنظر

ولما بلغ منها قوله:

لم يبق للجور في أيامهم أثر إلا الذي في عيون الغيد من حَوَرِ

قال المعتصم:(لقد أعطيتك هذه القرية نظير هذا البيت الواحد) ووقع له بها،

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست