كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾ (النساء:97)
قلت: لقد سماهم الله تعالى ظالمي أنفسهم، وسموا أنفسهم مستضعفين.
قال: ولو سموا أنفسهم:(ظالمي أنفسهم) لسماهم الله تعالى:(مستضعفين)
قلت: كيف؟ وما الفرق؟
قال: المستضعف الحقيقي يبحث عن كل أرض، ويمارس كل سبب، لكن الظالم لنفسه يقعد به كسله وشعوره بضعفه عن عن أي سبب ولا يعتل لذلك إلا بضعفه.
قلت: وعيت هذا .. فما الأمر الثالث؟
قال: التسلط.
قلت: هذا صحيح، فمن معاني (أمرنا) أمَّرنا.
قال: هذه الآية تبين سنة اجتماعية أخرى يفرزها الترف، وهي تسلط المترفين على المستضعفين.
قلت: بالسيف؟
قال: لا بالترف.
قلت: كيف ذلك، لم أسمع أن حاكما تربع على العرش، وجعل وسيلته إلى ذلك ترفه.
قال: هو لم يجعل .. ولكن الاستضعاف الذي امتلأت به نفوس العامة، أو انتشار