responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233

نصحه الطبيب بالإقلاع لم يستجب، فإذا أخبره أن في تدخينه تلفه، لم يكد يسمع لقول الطبيب.

قال: فهذا واقع تحت عبودية ما وقع إدمانه عليه.

قلت: أللترف من القوة في نفس صاحبه ما للتدخين؟

قال: بل الأمر أخطر مما تتصور .. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (هود:116)، فقد اتبع المترفون ما أترفوا فيه ولم يتبعوا الرسل.

قلت: لكأن الله تعالى يعتبر المترفين عبادا وقفوا بموازاة الرسل يعارضون دعوتهم.

قال: ذلك صحيح، فللترف من التسلط على أتباعه ما يمنع من رؤية الحق أو الإذعان له.

قلت: لماذا؟

قال: لأن المترف لا يرى من الحياة إلا جانبها الجسدي.. ولا يرى من جانبها الجسدي إلا ما يملأ عليه شهواته التي لا تنتهي، فهو في شغل عن عبادة الله أو الاستماع لأوليائه، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ﴾ (المؤمنون:33) .. أتعلم السر المودع في قوله تعالى:﴿ يَأْكُلُ

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست