responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232

المترفون بالطاعة، فجنحوا إلى المعصية؟

قلت: بلى.

قال: فهل كان ذلك بإرادتهم؟

قلت: لو كانوا مكرهين لارتفع عنهم التكليف، ألم يقل a:(إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)[1]

قال: بل كانوا مكرهين .. ومع ذلك لم يرفع عنهم القلم.

قلت: أنت تخالف النص بذلك .. بل تخالف الإجماع .. فقد انعقد إجماع الأمة على عدم تكليف المكره .. بل تخالف القرآن الكريم، ألم يقل الله تعالى:﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (النحل:106)

قال: معاذ الله أن اخالف واحدا مما ذكرت .. ولكن نوع الإكراه الذي وقع فيه هؤلاء من الجنس الذي لا يرفع عن صاحبه العقوبة.

قلت: لقد تحدث الفقهاء عن شيء من هذا، فذكروا الإكراه الملجئ والإكراه غير الملجئ .. فما نوع هذا الإكراه؟

قال: هذا إكراه الترف لصاحبه .. فإن الشهوات إذا تغلغلت في كيان صاحبها تحكم سيطرتها عليه، فلا يستطيع منها انفكاكا.

قلت: هذا صحيح، ونحن نرى الرجل عندنا يدخن ويسرف في التدخين، فإذا


[1] رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير والحاكم.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست