اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231
قال: أرجح الأقوال الثلاثة.
قلت: تقصد التوقف .. لأن الأدلة
متكافئة .. هذا صحيح، فكل ينصر دعواه بما ورد في اللغة.
قال: بل أرجح الأقوال الثلاثة ..
لأن الأقوال الثلاثة تفسر الآية، أو تحاول أن تسمع بعض معاني الآية.
قلت: كيف، فقد اعتدت على أن الترجيح
يكون لبعض الأقوال لا لجميعها.
قال: الأصل في الترجيح أن تجمع بين
الأقوال لا أن تفرق بينها، لأن كل قول نتاج جهد، ولا ينبغي أن نرمي الجهد دون أن
نستفيد منه.
قلت: فما وجه ترجيحك للأقوال
الثلاثة؟
قال: هو الصيغة التي وردت بها الآية
.. فلو أن الله تعالى شاء أن لا يفهم من القرآن الكريم إلا القول الأول، لأتى بالمضمر،
فقال:(أمرنا مترفيها بالطاعة)، ولو شاء القول الثاني لقال بدل أمرنا:(كثرنا)، ولو
شاء القول الثالث لقال بدلها:(جعلناهم أمراء)
قلت: فما الفائدة في الجمع بين هذه
الأقوال؟
قال: هذه الآية تبين ثلاثة مواقف
إذا وقفها المترفون حاق بهم الهلاك، فهي تبين قانون الله تعالى في عقاب المترفين،
وهذا القانون يستند إلى ثلاثة أمور، وتكون العقوبة بحسب اجتماع هذه الأمور او
افتراقها.
قلت: فما الأمر الأول؟
قال: القانون الأول هو أن الترف
يؤدي إلى الفسوق عن أمر الله، ألم يؤمر
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231