اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 230
من اتهامه، ولعله يتقدم
لطلب يدها، أو لعله يموت كالمجنون شوقا إليها.
قال: فكذلك فافعلوا .. لا
تضيعوا أوقاتكم في الجدل والصراع .. ودعوا الحقيقة لتخرج للناس حقيقة لا أوهاما ..
وسترون كيف يقبل عليها الناس يقبلون يدها، وينحنون أمامها.
قلت: أرانا ـ يا معلم ـ قد
تهنا على هذا الباب وحقائقه.
قال: لم نته .. أرأيت لو كنت سائرا
في طريق، فاعترضك شوك، أكنت تنزعه، أم تخاف أن يشغلك عن طريقك؟
قلت: بل أنزعه، لأني لو دست عليه
لانقطعت عن سيري.
قال: فكذلك ما نفعله، ألم تقولوا:(السكوت
عن البيان وقت الحاجة لا يجوز)
قلت: بلى، نحن نردد هذا كثيرا.
قال: فهذا من السكوت الذي لا يجوز.
قلت: فما معنى قوله تعالى:﴿ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
فَفَسَقُوا فِيهَا ﴾
قال: فماذا قال المفسرون في
معنى:(الأمر)
قلت: ذكروا أقوالا كثيرة،
تعود إلى هذه الأقوال الثلاثة:
الأول: أنه من الأمر، وفي
الكلام إضمار، تقديره: أمرنا مترفيها بالطاعة، ففسقوا.. والثاني: كثَّرنا يقال:
أمرت الشيء وآمرته، أي: كثَّرته.. والثالث: أنَّ معنى أَمرنا أمّرنا، يقال: أَمرت
الرجل، بمعنى، أمّرته.. هذا هو مجمل الخلاف الوارد في الآية .. فما ترجح يا معلم؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 230