responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234

مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾؟

قلت: لعلهم لم يكونوا يرون من نبيهم إلا الطعام الذي يأكله، والشراب الذي يشربه.

قال: نعم .. هو ذاك، فقد كانوا يتصورون أن معجزة النبي ينبغي أن تكون طعاما فارها.

قلت: ويكون كتابه كتاب طبخ يدلهم على أجمل الوصفات التي ترضي شهواتهم.

ضحك، وقال: هذه هي الحقيقة .. فلذلك تجد خشوعهم أمام من يصف لهم المطاعم والمشارب أعظم من خشوعهم أمام من يؤدبهم بآداب الله، ويهديهم إلى سبيله.

قلت: ألا تعلم أن أغلى المنشورات عندنا هي كتب الطبخ .. وأنها مع ذلك أكثر الكتب انتشارا.

قال: فهل يمكن أن يسمع شيئا من استعبدته شهواته، فصرفته عن الله؟

قلت: ولكن الترف عندنا ـ يا معلم ـ تجاوز الأكل والشرب .. فنحن الآن في مراحل متقدمة من الترف.

قال: وما هي؟

قلت: ترف الأكل والشرب أصبح عادة قديمة، وهو على الأقل ترف له معنى، ولكنه نشأ الآن ترف يطلق عليه (الدلال) أو (الترف للترف)

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست