اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 227
المعتوهين، يريد أحدهم أن
يبعثر أمواله، فتأتي يد من السماء تمسكها، وتحول بينه وبين ذلك.
سألت المعلم عن هذا الباب،
فقال: هذا باب حفظ المال من تصرفات السفهاء .. هذا باب قوله تعالى:﴿ وَلا تُؤْتُوا
السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً
وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ﴾ (النساء:5)، وقوله تعالى:﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى
حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا
إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ
يَكْبَرُوا ﴾
(النساء: 6)
قلت: ومن السفهاء؟
قال: الذين لا يستخدمون
عقولهم في صرف أموالهم.
قلت: ألمرض عارض؟
قال: لا .. لو كان مرضا
لكانوا مجانين، ولما جاز تسليم الأموال لهم إطلاقا.. ولكن هؤلاء لم يتدربوا
التدريب الكافي على صرف الأموال، فيحتاجون لمن يقومهم، ويعدل سلوكهم، فإن اعتدلوا
سلمت إليهم أموالهم، الم يقل الله تعالى:﴿ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً
فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾
قلت: إلى متى يستمر هذا
الحجر؟
قال: إلى أن يتدربوا
التدريب الكافي على الصرف الحسن للمال.
قلت: ولو أن أحدهم استمر
على سفهه، ولم يستطع أن يتدرب.
قال: يستمر الحجر عليه، ما
دام اسم السفه عالقا به.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 227