responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224

قال: هذا جزاء وفاق على جرائمهم ..

قلت: ولكنهم مع ذلك يخافون؟

قال: لو خافوا من الله لأمنهم.

قلت: لا .. هم يخافون من فشل استثماراتهم في تلك البلاد.

قال: فلذلك خسف الله بهم، فجاءهم الخوف من حيث أمنوا، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (لأنفال: 30)؟

قلت: بلى.

قال: فهؤلاء مكروا، فمكر الله بهم .. واسمع الأخبار فستأتيك بالعجائب .. فإنهم إن نجوا بجلودهم، ورضوا من الغنيمة بالإياب، فقد أفلحوا.

قلت: ألديك شيء من أخبارهم .. فإن لي شوقا لاستكناه المستقبل لا أختلف فيه عن بني قومي.

قال: لا يعلم المستقبل إلا الله .. ولكني أقول لك: إن صراخ كل طفل جائع، وبكاء كل امرأة عليلة، وعطالة كل يد قادرة على العمل والكسب، لن تذهب هدرا .. فقوانين الله السارية في الوجود لن يعجزها أن تطبق على هذه الثلة التي عبثت بمال الله، وحولته إلى أرصدة الشياطين.

قلت: دعنا من الكبار .. ولنرجع إلى الصغار.

قال: لقد وضع الله تعالى من التشريعات ما يحفظ الأموال من النهب والسلب والسرقة، وفي ذلك دليل على أهمية حفظ الأموال من عبث العابثين.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست