قلت: أجل.
قال: فليكن هذا من مشروعاته .. فإنه إن يخسر ماله في بلاده، فيغتني به بعض فقراء قومه، خير من أن يخسر في غير بلاده فيغتني به أعداؤه.
قلت: ولكن بلداننا صغيرة، والاستثمار فيها ضعيف .. ألا تعلم أنا في عهد ملوك الطوائف؟
قال: ولكن بلادكم كبيرة .. ألستم تنشرون في أكثر بقاع الأرض؟
قلت: بلى ..
قال: فأنا لا أقصد الوطن الضيق الذي عبدتموه من دون الله.
قلت: فما تقصد؟
قال: أقصد الوطن الأكبر: وطن المسلمين، أو الوطن الأكبر منه: وطن المستضعفين.
قلت: وما علاقة المستضعفين بهذا؟
قال: أليست هناك شعوب يفتك بها الجوع والمرض من غير المسلمين؟
قلت: بلى.. وما أكثرها.
قال: فهؤلاء المختلسون الكبار يتركون هؤلاء يموتون بلا رحمة، ويذهبون إلى السمان غلاظ القلوب ليسلموهم أموالهم ونفوسهم ليستعبدوهم بها.
قلت: هذا صحيح، فكثير من هؤلاء لا يملكون التصرف في أموالهم .. بل يخافون أن تجمد أرصدتهم في كل لحظة.