اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 213
قال: مع أن الشرع قصد بالصدقات
والزكوات ـ أول ما قصد ـ الفقراء، إلا أنه ذكر هذه المصارف لتكون مرجعا في الحالة
التي يكثر فيها المال، وتمتلئ جيوب الفقراء.
قلت: لماذا؟
قال: حتى لا يصبح المال دولة بين
الفقراء.
قلت: وكيف ذلك؟
قال: إذا لم يكن للزكاة إلا مصرف
واحد .. ألم تقرأ قوله a:(
ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب فلا يجد أحداً يأخذها منه)[1]
قلت: أجعل الله سائر المصارف ملاذا
في هذه الحال؟
قال: وفي كل حال مشابهة، حتى لا
يصبح الفقر حرفة، يضطر الأغنياء لإيجادها ليدفعوا زكاة أموالهم.
قلت: فالشرع إذن أمر بالتداول مطلقا
الأغنياء والفقراء.
قال: أجل .. فلا فرق بينهما في
موازين الله .. ألا تعلم أن الله عدل حكيم؟
قلت: فهمت هذا .. فبماذا تأمرني أن
أنصح قومي؟
قال: علمت أن لديكم مصارف تريد أن
تحيي السنة.
قلت: أجل .. وهي تسمى بنوكا
إسلامية، وهي فتح من الله على هذه الأمة.