responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196

اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (المزمل: 20)

قلت: لقد فهمت ما قلت، فلولا الغني ما بنيت المصانع التي تشغل العمال، ولا أحضرت السلع التي تحتاجها الأمة، ولا نشط السوق الذي تتم به معايش الناس .. ولكن كيف يكون الغني مجرد مالك.

قال: الشرع أذن له في أن يملك، ولكنه حجر عليه في الإنفاق، بحيث لا ينفق ولا يتصرف في ماله إلا ما فيه المصلحة العامة بالإضافة إلى مصلحته الشخصية، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ (النساء:5)؟

قلت: بلى.

قال: فهذه الآية تضع نظام العلاقة مع المال، فالذي لا يعرف كيف يتصرف في ماله لا يمنع من الانتفاع به، بل يرزق منه ويكسى، ولكنه لا يباح له التصرف فيه بما يتناقض مع المصلحة العامة، وقد علل تعالى ذلك بأنه قوام المجتمع، أي أن المال في الحقيقة، وإن كان بيد الغني إلا أن مصلحته تنزل للمجتمع، فهو كالمطر تختزنه السحب، وتنتفع به الأرض.

قلت: فهذا هو الفارق إذن بين الشيوعية والإسلام، فالشيوعية تريد أن تجعل من كل فرد سحابة تهطل على نفسها.

قال: وهو الفارق بين الإسلام والرأسمالية القارونية، فهي تريد أن تجمع مياه الدنيا جميعا في يد ثلة من الناس ترفعهم إلى أعالي السماء، ولا ترضى أن تنزل قطرة

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست