اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 197
عليهم إلا بعد أن تستعبدهم
وتستذلهم.
قلت: والإسلام؟
قال: الإسلام يرضى ببقاء السحاب في
الأعالي، ولكنه يشترط عليه إنزال غيثه على الأسافل .. شرطا لا تفضلا ..
قلت: لقد ذكرتني بقوله a:(مثل القائم في حدود اللَّه
والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان
الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنا خرقنا في
نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا
على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)[1]
قال: هذا مثال عظيم فيه دلالات
عظيمة، فليس كل من امتلك شيئا جاز له التصرف فيه.
قلت: وكيف عبر الإسلام على هذا؟
قال: عبر عنه بالاستخلاف، ألسنا
أمام باب الاستخلاف؟
قلت: ولم سمي كذلك؟
قال: لأنه التصور الذي يحمل حقيقة
موقف الإسلام من المال وتملكه، وهذه الحقيقة هي التي تجر المالك إلى تصرفه في ماله
وفق ما يطلبه المالك الأصلي للمال، ألا تعلم أن المالك الأصلي هو الله، وأن العبد
مجرد وكيل لله؟