اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188
اهتمامها في المال.
قال: إذن هي من طائفة (عبدة المال)
التي نص عليها قوله a:(تعس
عبد الدينار)
قلت: لقد ذكرتني بما روى سيد قطب عن
نفسه أنه أثناء زيارته لأمريكا كان ذات مرة جالساً في حديقة فاقترب منه رجل أبيض،
وسأله: من أين أنت؟ فأجاب سيد: من مصر، فرد عليه قائلاً: إذن أنت مسلم، قال: نعم،
قال: إذن حدثني عن الإسلام، فأخذ سيد يحدثه عن الإسلام، والرجل منصت باهتمام حتى
أنهى سيد حديثه، عندها قال الرجل: جميل ما قُلته، ولكن الدولار هو الإله الوحيد
الذي أعرفه!!
قال: أمثل هؤلاء لا زالوا يحملون
صفة (الإنسان) .. لقد محى الله هذه الصفة على من لا يعرفه، فقال:﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ
أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ (الفرقان:44).. بل فضل الحجارة عليهم، فقال:﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ
بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة:74)
قلت: نعم .. لقد تحولوا إلى مسخ لا
علاقة له بالإنسان، فهم لم يتحرجوا من إبادة شعوب وأمم بأكملها، كما فعل الأمريكان
بالهنود الحمر بحثاً عن الذهب ، وكما فعل مع سكان مستعمراته في إفريقيا حيث اقتاد
منهم الألوف - بعد أن نهب خيرات أوطانهم - مكبلين بالأغلال في الأعناق والأيدي
والأقدام استغلالاً لسواعدهم وقوة أجسامهم في استثمار اقتصادي لا يعود نفعه إلا
إلى الرأسمالي ذاته.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188