responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 163

وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ (القصص:23)، فقد أخبر تعالى عن ممارسة هاتين المرأتين لمهنة الرعي.

قال: ألم تقرأ ما تعللتا به؟

قلت: بلى، فقد ذكرا أن أباهما شيخ كبير.

قال: وهو اعتذار عما دعاهما إلي الخروج وسقي أغنامهما، دون وليهما الذي يتولى ذلك عادة إذ كان عاجزا عن ذلك .. ثم ما ترى في ذكر القرآن الكريم، هل ذكره كنموذ ج يحتذى، أو ذكره كموقف من مواقف الاضطرار؟

قلت: لم أفهم.

قال: هل أثنى الله تعالى على هذا المجتمع الذي وجدت فيه المرأتان؟

قلت: لا أظن ذلك، فهذا مجتمع يظهر عليه الوقاحة وسوء الأدب، بدليل قوله تعالى على لسانهما:﴿ لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ (القصص:23)

قال: وهو مجتمع لا ينحني إلا للقوي، ولهذا لما جاء موسى u سقى لهما بمجرد حضوره مع كونه غريبا.

قلت: أجل، ذلك صحيح.

قال: فلماذا تجعلون هذا المجتمع الغارق في هذه الوضاعة نموذجا تحتذون به، ألم تطالبوا بالاقتداء بالمجتمعات الكاملة الصحيحة؟

قلت: بلى، ولكن قد ورد في النصوص ما يدل على عمل المرأة في هذه

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست