قلت: ولكنا نفعل ذلك، فلا نحرم الأب من أبنائه، ولا الأم عنهم.
قال: بل تفعلون ذلك، وتبالغون في ذلك، فترسلون العمال إلى أماكن بعيدة عن أهلهم يذوقون فيها آلام الغربة، ويذوق أهلهم آلام الحرمان.
قلت: فما نفعل؟
قال: ألم أقل لك: ينبغي التفكير في العمال قبل التفكير في العمل، فلا عمل بلا عمال؟
قلت: بلى، ولكن .. أنت تطلب أشياء قد تضر برأس المال نفسه، فكيف بفوائده؟
قال: ألا تفكرون إلا في رأس المال والفوائد؟
قلت: هكذا يفكر أرباب الاقتصاد.
قال: وأين علماء النفس؟
قلت: في عياداتهم ينتظرون وفود المرضى.
قال: لماذا لا يطالبون بحق العمال في السكن النفسي؟
قلت: لو طالبوا بذلك لأغلقوا عياداتهم .. ألم أقل لك يا معلم إن كل شيء أصبح تجارة في عصرنا؟
قال: فلنضرب صفحا عن هذا .. أنتم لم تكتفوا بإبعاد الأب عن أولاده حتى ألحقتم به الأم.
قلت: نعم، وعجلة الاقتصاد المتطور هي التي استدعت ذلك، ثم إن الشريعة لا