اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160
قلت: فما الحق الاجتماعي؟
قال: هو حق النفس في الحفاظ على
علاقتها الأسرية التي جعلها الله من الحقوق الطبيعية للإنسان المتناسبة مع فطرته.
قلت: لم أفهم يا معلم.
قال: إن الله تعالى جعل للإنسان
سكنا يسكن إليه، فقال تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم:21)
قلت: ما معنى هذا؟
قال: إن الإنسان يرجع إلى أهله
دائما ليمسح ما تراكم على نفسه من هموم وآلام، وهو معنى السكن الذي عبر عنه القرآن
الكريم.
قلت: ففائدة الأهل إذن هي السكن
والراحة النفسية، وهي بذلك تخفف عن العامل ما يجده من ثقل العمل، وقد يساعد ذلك
على وفرة الإنتاج.
قال: ليس ذلك فحسب، بل هناك ما هو
أهم من ذلك، وهو رعاية العامل لشؤون أهله المادية والمعنوية، كما قال تعالى:﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ (طـه:132)، وقال تعالى مثنيا على إسماعيل u:﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ
بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً﴾ (مريم:55).. فكلا الأمرين: السكن
والرعاية من حقوق النفس، والتقصير فيهما له آثاره النفسية والاجتماعية الخطيرة.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160