قال: لقد أخبر a أن هذه الوصفة خير لها من الخادم، وهو دليل على أنها تعطيها من القوة ما يغنيها عن الخادم.
حق الصحة
قلت: فما حق الصحة؟
قال: هو حق النفس في الاحتفاظ بقواها التي حباها الله إياها، ألم يأمر الشرع بحفظ الصحة، ونهى عما يجلب العلل؟
قلت: بلى، وقد عرفنا تفاصيل ذلك في (ابتسامة الأنين)
قال: ألم ينه الله تعالى المريض عن الصيام مرتين متتاليتين في الآيات القليلة التي جاء فيها الأمر بركن من أركان الإسلام؟
قلت: أجل، فمع أن الآيات المختصة بالصوم قليلة إلا أن الله تعالى ذكر رفع الحرج عن المريض مرتين في آيتين متتاليتين، فقال:﴿ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة:184 ـ 185)
قال: ومثل ذلك الحج .. ألم يذكر الله فيه أحكام المريض، ورفع الحرج عنه؟
قلت: بلى، فالله تعالى لم يذكر أركان الحج بأسمائها وتفاصيلها، ولكنه مع ذلك ذكر