responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

قال: إن دعت الضرورة إلى ذلك، فلتنظموا ذلك تنظيما تراعى فيه الراحة وتحفظ فيه الصحة، فلا ينبغي أن تداووا داء بأدواء.

قلت: ولكن الضرورات تستدعي ذلك.

قال: والضرورات تستدعي أن تؤدى الأعمال متقنة، ولا يمكن أن يؤدي المرهق عمله بإتقان، ألم تعلم أن الله تعالى من رحمته بأهكل بدر أن رزقهم النعاس والنوم في وقت تنخلع فيه القلوب، واعتبر الله تعالى ذلك من أسباب ربط قلوبهم وتثبيتها وتقويتها، قال تعالى:﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطنَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ (لأنفال:11)

قلت: بلى، ولأجل هذا نهى a أن يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان.

قال: ويلحق بهذا ما تعيشونه من ضجر من كلفوا بخدماتكم نتيجة الإرهاق الذي يعانونه.

قلت: فما الحل، والضرورات كثيرة؟

قال: أنتم الذين تفكرون في الحلول .. أم أنكم تتقنون فقط التفكير في تكثير الضرورات.

قلت: لقد أرشدنا a إلى القيلولة كحل من حلول الراحة، فقال:(قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل)[1]، وقد أكد العلم الحديث دور القيلولة في زيادة إنتاج الفرد،


[1] الطبراني في الأوسط و أبو نعيم في الطب.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست