اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 153
قلت: فبم توجهنا؟
قال: استجمعوا أنفاسكم أولا لتعرفوا
ما تفعلوا .. فإذا استجمعتموها فانظروا إلى ما عندكم من الطاقات الفردية
والجماعية، ثم خططوا لأنفسكم بحسب طاقاتكم، ألم يقل الله تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ (الأنفال: 60)؟
حق الراحة
قلت: فما حق الراحة؟
قال: هو حق النفس في استرداد
أنفاسها، ألم يجعل الله النوم سباتا؟
قلت: بلى، فالقرآن الكريم تحدث عن
هذا كثيرا من باب تعداد نعم الله على عباده، فقال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ
سُبَاتاً﴾
(النبأ:9)، أي قطعاً للحركة لتحصل
الراحة من كثرة الترداد، والسعي في المعايش في عرض النهار.
قال: والراحة تستدعي توفير الجو
الملائم لها.
قلت: ذلك صحيح، ولهذا خلق الله
تعالى الليل، وجعله لباسا، كما قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً﴾ (الفرقان:47)
قال: بل إن الله تعالى في تعداده
نعمه على خلقه يجعل الليل من النعم العظمى، وهو دليل على ما للراحة من أثر كبير في
حفظ قوى الإنسان، قال تعالى:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ
اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ (القصص:71)
قلت: ولكن الأعمال في عصرنا تستدعي
في أحيان كثيرة مواصلة الليل بالنهار.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 153