قال: إن تليين الحديد نعمة
إلهية عظمى، اذ يبين الله به فضل نبيٍ عظيم. فتليين الحديد وجعله كالعجين، واذابة
النحاس وايجاد المعادن وكشفها هو أصل جميع الصناعات البشرية، واساسها. وهو أم
التقدم الحضاري من هذا الجانب ومعدنه.
فهذه الآية تشير الى النعمة
الإلهية العظمى في تليين الحديد كالعجين وتحويله اسلاكاً رفيعة وإسالة النحاس،
واللذان هما محور معظم الصناعات العامة، حيث وهبها الباري الجليل على صورة معجزة
عظمى لرسول عظيم وخليفة للارض عظيم. فما دام سبحانه قد كرم مَن هو رسولٌ وخليفة
معاً، فوهب للسانه الحكمة وفصل الخطاب، وسلّم الى يده الصنعة البارعة، وهو يحض
البشرية على الاقتداء بما وهب للسانه حضاً صريحاً، فلابد أن هناك إشارة ترغّب
وتحضّ على ما في يده من صنعة ومهارة[1].