اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117
قلت: هذه الآية تذكر ما من
الله تعالى به على داود u من تليين الحديد، وقد اختلف العلماء، هل كان ذلك من المعجزات أم
لا .. فما رأيك يا معلم في الأرجح من هذا الخلاف؟
قال: وما يفيدك أن تعلم أن
هذا كان معجزة، أو لم يكن معجزة؟
قلت: علم أتعلمه.
قال: وخير منه علم تعمل به
..
ثم سكت هنينهة وتنفس
الصعداء، ثم قال: ليت الجهود التي ضيعتموها في الصراع والبحث عن الراجح والمرجوح،
ضيعتموها في العمل، وفي علم العمل.
قلت: ما تقصد؟
قال: إن الله تعالى ذكر
الحديد في القرآن الكريم، وأكثر من ذكره، وقرنه بإرسال الرسل، وعبر عن خلقه
بالإنزال، فقال تعالى:﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ
وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ
قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
(الحديد:25)
وأخبر عن استغلال عبده
الصالح ذي القرنين له، فقال تعالى على لسانه:﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾ (الكهف:96) .. أجبني لماذا
أولاه القرآن الكريم هذه الأهمية؟
قلت: لا شك في أهمية
الحديد، فهو أساس الصناعة.
قال: فالله تعالى ينبهنا
إلى هذا .. إلى استغلال هذا الخلق للتقدم .. لا للجدل في نوع اللين الذي حصل لداود
u.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117