اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116
قلت: فما تقول لنا هذه
الآية؟
قال: هذه الآية الكريمة
تشير الى: أنه يمكن أن يُعثر على دواء يشفي أشد الأمراض المزمنة والعلل المستعصية،
(فلا تيأس أيها الانسان، ولا تقنط أيها المبتلى المصاب، فكل داء مهما كان له دواء،
وعلاجه ممكن، فابحث عنه، وجِدْه، واكتشفه، بل حتى يمكن معالجة الموت نفسه بلون من
ألوان الحياة الموقتة)[1]
قلت: ماذا تقصد بالضبط؟ أو
كيف تطبق هذه الإشارة؟
قال: الله تعالى يقول
بالمعنى الاشاري لهذه الآية الكريمة:(لقد وهبتُ لعبد من عبادي تَركَ الدنيا لأجلي،
وعافها في سبيلي، هديتين: احداهما دواء للاسقام المعنوية، والأخرى علاج للأمراض
المادية.. فالقلوب الميتة تُبعث بنور الهداية، والمرضى الذين هم بحكم الاموات
يجدون شفاءهم بنفث منه ونفخ، فيبرأون به، وأنت أيها الانسان بوسعك أن تجد في
صيدلية حكمتي دواء لكل داء يصيبك، فاسعَ في هذه السبيل، واكشف ذلك الدواء فإنك لا
محالة واجده وظافر به) [2]
وهكذا ترى كيف ترسم هذه
الآية الكريمة أقصى المدى وأبعد الأهداف التي يصبو اليها الطب البشري من تقدم.
قلت: فاضرب لي مثالا آخر.
قال: فلنستمع إلى قوله
تعالى:﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ (سـبأ: 10)