اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 115
قال: يسرني ذلك.
قلت: يخبر الله تعالى عن النعم التي
وهبها سليمان u، ومنها تسخير الريح له تحمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر.. هذا
منطوقها .. أما إشارتها فهي تشير الى أن الطريق مفتوح أمام البشر لقطع مثل هذه
المسافة في الهواء.. وهي بذلك تحث على البحث عن القدرات المخزنة في الهواء
لاستغلالها في قطع المسافات.
قال: صدقت في هذا .. بل إن
الله تعالى يقول في معنى هذه الآية الكريمة:(إن عبداً من عبادي ترك هوى نفسه،
فحمّلتُه فوق متون الهواء، وأنت ايها الانسان! ان نبذت كسل النفس وتركته، واستفدت
جيداً من قوانين سنتي الجارية في الكون، يمكنك أيضاً أن تمتطي صهوة الهواء) [1]
قلت: هذه الآية تذكر معجزة
من معجزات عيسى u وهي معجزة إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى .. فماذا تسمع
منها ؟
قال: القرآن الكريم اذ يحث
البشرية صراحة على اتباع الاخلاق النبوية السامية التي يتحلى بها سيدنا عيسى u، فهو يرغّب فيها ويحض عليها
رمزاً الى النظر الى ما بين يديه من مهنة مقدسة وطب رباني عظيم.
[1] هذا النص لبديع الزمان النورسي، من كتابه [الكلمات] الكلمة العشرون
- ص: 280.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 115