ولكن لا يمنع ذلك الظاهر من فهم قد يطرق سمع امرئ يفتح الله عليه به آفاقا من المعرفة.. ألا تعرف الفرق بين العالم المحقق والعامي البسيط؟
قلت: العالم يبحث، والعامي يقلد.
قال: العالم يتساءل ويشك ويرى للأشياء وجوها مختلفة، والعامي لا يرى إلا شيئا واحدا.
قلت: ما فائدة هذا، لعلي بك تستطرد.
قال: لا .. عندما رأى نيوتن التفاحة استفاد من سقوطها علما أفاد به كثيرا، فهل كان أول من رأى تفاحة تسقط.
قلت: كلهم رأوا ذلك.
قال: ولكنه لم يستفد من سقوطها إلا من تساءل عن سر سقوطها.
قلت: ما معنى هذا؟
قال: إن سنن الله المبثوثة في الكون أو في القرآن الكريم لن تفقهها حتى تتخلص من حجب الاعتياد التي تجعلك تحتقرها بدون أن تشعر.
قلت: اشرح لي ذلك.
قال: فلنعد إلى القرآن الكريم، ولنستمع إلى قوله تعالى:﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ (سـبأ: 12)
قلت: إن أذنت لي يا معلمي فسأذكر لك فيها ما يمكن أن نستفيده منها بحسب ما تعلمت منك.