اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
لمدة ثماني سنوات، كان يعمل خلالها
ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم.
قلت: فهل كوفئ على هذا الجهد
المتواصل العظيم.
قال: صاحب الهمة العالية لا ينتظر
المكافآت، ولا تحركه المكافآت، ومع ذلك، فقد علم إمبراطور اليابان بأمره، فأرسل له
من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهباً.
قلت: هذه مكافأة عظيمة تكفيه لشراء
سيارة وبناء بيت.
قال: أهذه كل أحلامكم، وهذا منتهى
همتكم، لقد اشترى (تاكيو أوساهيرا) بها أدوات مصنع محركات كاملة وآلات وشحنها
لليابان من راتبه ومن كل ما ادخره، وعند وصوله إلى ناغازاكي أخبر بأن الإمبراطور
يريد مقابلته، فاعتذر قائلاً:( لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات كامل)
قلت: لقد ذكرتني بقول يوسف u عندما طلبه الملك:﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي
بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ (يوسف: 50)
قال: لقد كان يوسف u يطمح لأن يولى خزانة مصر
لينقذها وينقذ البلاد المحيطة بها من شر المجاعة المتوقعة، فلذلك طلب أن تبرأ
ساحته، حتى لا يصير عرضة لانتقادات الخصوم، ولولا ذلك ما رضي أن تفضح المرأة، ولا
أن تستدعى للمحاكمة.
قلت: ألهذا إذن قال a:(.. ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف
لأجبت
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106