responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105

قال: وعندما وضعه على المنضدة بحجرته أخذ يقول لنفسه:(هذا هو سر قوة أوروبا لو استطعت أن أصنع محركاً كهذا، لغيرت اتجاه تاريخ اليابان)

قلت: فهو لم يفكر في نفسه إذن، بل كان يفكر في قومه.

قال: وهذا من الهمة العالية أيضا، فصاحب الهمة العالية لا يرضى بأن ينجح هو ويرسب غيره، ولا أن يحيا هو ويموت غيره.

قلت: ثم ماذا؟

قال: بعد أن اشترى (تاكيو أو ساهيرا) المحرك بدأ العمل الدؤوب، وكان عليه أن يفك كل أجزاء المحرك، ويرسمها، ثم يعيد تركيبه من جديد بحيث يعمل مرة ثانية ..

وبعد ثلاثة أيام من الجهد المضني كان له ما أراد، واشتغل المحرك، فكاد قلبه يقف من الفرح، وأبلغ رئيس بعثته بالنبأ السار، فطلب منه إصلاح محرك متعطل، وقد استطاع بعد عشرة أيام من العمل المتواصل أن يصلح المحرك، وكان عليه بعد ذلك أن يصنع أجزاء المحرك بنفسه، ولهذا التحق بمصانع لصهر الحديد والنحاس والألومنيوم.

قلت: أرضي لنفسه أن يلتحق بهذه المصانع بدل التدريس في مدرجات الجامعات.

قال: لقد ارتدى البدلة الزرقاء، وراح يخدم عامل صهر المعادن الذي يعلمه رغم أنه من أسرة يابانية عريقة (أسرة ساموراي)، لقد ظل أو ساهيرا في عمله وتعلمه هذا

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست