responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

قلت: فحدثني عن خبره.

قال: هذا رجل كتب له أن يغير تاريخ أمته، ويجعلها في مقدمة الأمم، إنه رجل ابتعثته اليابان إلى هامبورغ بألمانيا لدراسة أصول الميكانيك العلمية، وكانت كل أمنيته أن يتمكن من صناعة محرك صغير، ولكنه فوجئ بأن أساتذته في الجامعة يكتفون بتدريس الأمور النظرية فقط، وكان على وشك أن ينال شهادة الدكتوراه، ولكنه لهمته العالية لم يقتنع بتلك الدرجة العلمية..لقد كان طموحه أعظم من أن يحصره في ورقة مزخرفة يعلقها على جدار بيته، أو يتغير لقبه الاجتماعي بدلها.

قلت: مثل هذا قد ينعته قومي بالأحمق .. كيف يرضى أن يترك الانشغال بهذه الشهادة التي تقدم صاحبها في المحافل؟، بل تحول من نهيقه صوت عنادل، ومن زئيره سلام غزلان.

قال: لكنه كان في منتهى الذكاء والفطنة، لقد رأى زملاءه المستغرقين في ملء ما تتطلبه تلك الدرجة من صفحات كما يرى الكبير انشغال الأطفال بما تتطلبه ألعابهم من تصرفات.

قلت: فما الذي فعله، بدل انشغاله بالدكتوراه؟

قال: لقد ظل يبحث عن حل للغز المحرك .. وفي يوم من الأيام طالع خبراً في إحدى الصحف يتحدث عن معرض لمحركات إيطالية الصنع، وبسرعة توجه للمعرض، وهناك اشترى محركاً بكل راتبه.

قلت: وهذه هي التضحية، وهي عندنا قد تكون مرادفة للغباء.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست