قال: نعم، فهذا الأحمق المغفل باع
رضوان الله، والرفعة التي أوتيها بالعلم ببعض الدنيا لا ينفعه وجوده ولا يضره
فقده، فصار بعد أن كان في علياء العلماء يشبه بالكلب، بل يشبه بالكلب اللاهث وراء
السراب.
قلت: يا معلم، لكأنك تذكرني بنفر من
قومي صرفت عليهم أموال الشعب الطائلة، فلما ارتووا من علم بلدهم، أرسلهم الشعب إلى
بلدان أخرى ينهلون من علمها، فلما ذهبوا وأنسوا بأجوائها سكنوا فيها وإليها،
وعافوا أن يعودوا إلى بلادهم.
قال: فذكرهم بما فعل (تاكيو أو
ساهيرا)
قلت: ما هذا الاسم الغريب، وفي أي
أمة من الأمم .. وأخيرا سنسمع أخبار الأمم السوالف، وسنرتوي من تواريخهم .. هات
.. يا معلم .. حدثنا..
قال: ما أغربكم، وما أغرب ولعكم
بالأساطير .. إن (تاكيو أو ساهيرا) رجل منكم معاصر لكم.
قلت: فكيف علمت به؟
قال: علمت به لهمته العالية، ولولا
همته العالية ما شغلت نفسي به كما لم أشغلها بكثير من أبناء جلدتك.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 103