responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 63

ذكر فيها الكبر، فسترى أنه البذرة التي تنبت كل الخبائث، وأنه ليس خاصا بالملوك والجبابرة، بل قد يكون في أبسط الناس.

ولهذا ضرب الله تعالى المثل عن تواضع سليمان عليه السلام، الذي آتاه الله من الملك ما لم يؤت غيره، ومع ذلك تواضع لنملة، واستمع لنصيحة هدهد، وعندما سمع النملة تبسم ضاحكا من قولها، وقال بكل أدب وتواضع: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19]

لهذا، فإن الصادقين من أولياء الله من أصحاب النفوس المطمئنة يستحيل عليهم الكبرياء.. فالله تعالى لن يختار وليا متكبرا.. فأول شروط الولاية الفناء عن النفس والامتلاء بالتواضع والعبودية.

بل إن ذلك ليس خاصا بالواصلين فقط، وإنما هو عام للمريدين أيضا، فلا يمكن للمريد أن يتحقق بالإرادة الصادقة ما لم يمتلئ بالتواضع، كما عبر بعضهم عن ذلك، فقال: (لا تصلح هذه الطريق الا لأقوام كنسوا بأرواحهم المزابل)

ذلك أن المريد الصادق هو الذي يذعن لمرشده ومربيه، ولا يجادله ولا يماريه، ولا يكون كذلك الذي قال الله تعالى عنه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ﴾ [البقرة: 206]

وقد ورد في الحديث أن رسول الله a قال لرجل: (كل بيمينك)، فلم يعجبه ذلك التوجيه، وقال متهربا: (لا أستطيع)، فقال النبيّ a: (لا استطعت)، فاعتلت يده، وما رفعها بعد ذلك([54])، لأنه استكبر عن توجيه نبي.


[54] مسلم ج 6 ص 109.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست