اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 599
ويقول: (اعلموا أن هذا القرآن هو
الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا
القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، أو نقصان من عمى) ([1049])
ويقول: (إن الله سبحانه لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين، وفيه ربيع القلب،
وينابع العلم، وما للقلب جلاء غيره)([1050]).
ويقول: (فالقرآن آمر زاجر، وصامت
ناطق، حجة الله على خلقه، أخذ عليه ميثاقهم، وارتهن عليهم أنفسهم ([1051])
وهو يحذر من هجر الأمة للقرآن
وإعراضها عنه، وتقديمها لأهوائها عليه، فيقول: (إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس
فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل.. فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس
وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا، فاجتمع
القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم،
فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره)([1052])
وهكذا أوصى كل أئمة الهدى بالقرآن
الكريم باعتباره المنجي الأكبر من التحريف، يقول الإمام الحسن: (إن هذا القرآن فيه
مصابيح النور وشفاء الصدور، فليجل جال بضوئه، وليلجم الصفة، فإن التلقين حياة
القلب البصير كما يمشى المستنير في الظلمات