اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 598
السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ&﴾ [الأنعام: 115]
ولذلك؛ فإن العصمة من التحريف
تكون بالاعتصام بالكتاب، والرجوع إليه في كل الشؤون، كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾
[النساء: 59]، والرد لله، يعني الرد لكتابه.
ولذلك يخبر الله تعالى عن
المستعدين للتحريف أولئك الذين يبحثون عن أي شيء يستبدلون به كلمات ربهم ولو كانت
من لهو الحديث، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا
كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [لقمان: 6،
7]
ولهذا استعمل الشيطان باب الرواية
والقصص والحكايات والأشعار، ليشغل الأمة عن كلمات ربها، ويملأها بالأهواء من
خلالها.. ولهذا بقيت حروف القرآن سليمة من التحريف، لكن ذلك التراث الكبير الذي
أحاط بها ملأ معانيها بكل ما اشتهته الشياطين من صنوف التبديل والتغيير.
ولهذا نجد الوصايا الكثيرة من
أئمة الهدى بعد حصول ذلك داعية إلى العودة إلى القرآن الكريم، وعدم استبداله بأي
شيء، ومن ذلك قول الإمام علي: (اعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا
لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم)([1047])
ويقول واصفا ما أودع الله فيه من
أنوار الهداية: (جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق
الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة) ([1048])
[1047]
نهج البلاغة: الخطبة 176، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 18
[1048]
نهج البلاغة: الخطبة 198، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 199
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 598