اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 597
الصالحين المتقين حتى لا تتحمل
جرائم الظلمة والمجرمين والمستبدين.
إذا علمت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاسمع لما سأورده لك من صيدلية القرآن الكريم من أدوية تحميك من هذين
المثلبين الخطيرين.
التحريف وعلاجه:
أما التحريف ـ أيها
المريد الصادق ـ فقد أخبر الله تعالى أنه سنة لازمة، يقوم بها شياطين الإنس
والجن، لتحويل الخلق من الهداية إلى الضلالة، ومن النور إلى الظلمات، كما قال
تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112]
وقد أخبر الله تعالى أن مشيئته
التي سمحت لإبليس ببث غوايته ووساوسه للخلق، هي نفسها التي سمحت لهؤلاء الشياطين
بتحريف مناهج الأنبياء عليهم السلام، قال تعالى: ﴿وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: 112]
ثم بين العلة من ذلك، وهي تمييز
الطيب من الخبيث، والصادقين الذين يتبعون الأنبياء، والهمج الرعاع الذين يتبعون كل
ناعق من غير تحقيق ولا بحث، قال تعالى واصفا المتبعين للمحرفين: ﴿وَلِتَصْغَى
إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ
وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: 113]
وقال ـ واصفا المنهج الذي يحمي من
التحريف ـ ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي
حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ [الأنعام: 114]
ثم بين رحمته بعباده، وأنه وفر في
كلماته المقدسة كل ما يحتاجه من يريدون النجاة من التحريف وتضليلات الشياطين، فقال:﴿وَتَمَّتْ
كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 597