اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 56
وعقب على هذا في آية أخرى، فقال: ﴿كَالَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا
وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ
كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي
خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69]
وهذه الآيات الكريمة تشير إلى (ضعفه
وضعفهم، وأن جميعهم عبيد عجزة، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.. ثم كيف يعجب بهم،
وهم سيفترقون عنه إذا مات فيدفن في قبره ذليلا مهينا وحده لا يرافقه ولد ولا أهل
ولا قريب ولا حميم ولا عشير، فيسلمونه إلى البلى وإلى الحيات والعقارب والديدان
ولا يغنون عنه شيئا وهو أحوج أوقاته إليهم وكذلك يهربون منه يوم القيامة ﴿
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ
يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37]، فأي خير فيمن يفارقك في أشد أحوالك، ويهرب منك)
وأما السابع.. فالعجب بالمال
ومتاع الحياة الدنيا.. فعلاجه أن يتفكر في آفات المال وكثرة حقوقه وعظم غوائله..
وإلى أن المال غاد ورائح ولا أصل له، وإلى أن في المشركين واليهود والمنحرفين من
يزيد عليه في المال، ويتذكر قوله a: (بينما رجل يتبختر في حلة له قد أعجبته نفسه إذ أمر الله الأرض
فأخذته فهو يتجلجل فيها إلي يوم القيامة)([51])
هذه ـ أيها المريد الصادق ـ بعض
النماذج التي قد تعينك في علاج العجب، وإياك أن تبرئ نفسك منه، فتقع فيه.. فالعاقل
هو الذي يحتاط لنفسه، ويحذر قبل تمكن المرض منه، وحينها قد لا يستطيع منه فكاكا.
وأحذرك ـ أيها المريد الصادق ـ من
أن تقع فيما يقع فيه بعضهم من كثرة حديثه عن