responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

في القبائل من لم يؤمن بالله، فكانوا عند الله شرا من الكلاب وأخس من الخنازير، ولذلك قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الناسُ إِنا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ [الحجرات: 13]، أي لا تفاوت في أنسابكم لاجتماعكم في أصل واحد، ثم ذكر فائدة النسب فقال: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13]، ثم بين أن الشرف بالتقوى لا بالنسب فقال: ﴿إِن أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13])

ولهذا عندما سئل رسول الله a: (أي المؤمنين أفضل؟) لم يقل: (أشرفهم نسبا)، وإنما قال: (أحسنهم خلقا)، وعندما سئل: (فأي المؤمنين أكيس؟)، قال: (أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم لما بعده استعدادا، أولئك الاكياس) ([48])

وهكذا قال a: (إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية ـ أي كبرها ـ كلكم بنو آدم وآدم من تراب)([49])، وقال مخاطبا قريش: (يا معشر قريش يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم، وتقولون: يا محمد يا محمد فأقول: هكذا) ([50])

وأما السادس.. فالعجب بكثرة الأتباع والمعجبين.. والذين ضرب الله تعالى مثلا عنهم بالمشركين الذين قالوا: ﴿نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [سبأ: 35].. وعلاجه ما ذكره القرآن الكريم حين قال معقبا على قولهم: ﴿قُلْ إِن رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِن أَكْثَرَ الناسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ: 36، 37]


[48] ابن ماجه رقم 4259

[49] أبو داود ج 2 ص 624.

[50] رواه الطبراني.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست