اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
أعضاءك، وخلق فيها القوة والقدرة
والصحة، وخلق لك العقل والعلم، وخلق لك الإرادة ولو أردت أن تنفي شيئا من ذلك عن
نفسك لم تقدر عليه) ([44])
وإن كنت (تحسب أن العمل حصل
بقدرتك فمن أين قدرتك ولا يتصور العمل إلا بوجودك وبوجود علمك وإرادتك وقدرتك
وسائر أسباب عملك وكل ذلك من الله تعالى لا منك، فإن كان العمل بالقدرة فالقدرة
مفتاحه وهذا المفتاح بيد الله تعالى، ومهما لم يعطك المفتاح فلا يمكنك العمل،
فالعبادات خزائن بها يتوصل إلى السعادات ومفاتيحها القدرة والإرادة والعلم وهي بيد
الله لا محالة) ([45])
إذا علمت كل هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فإنه يمكنك أن تبدأ في العلاج السلوكي المرتبط بتفاصيل حياتك، والمحال
التي وجدت فيروس العجب قد اخترقها، لتزيله عنك، وتتحول إلى عبودية ربك.
وقد ذكر الحكماء الكثير من
التفاصيل المرتبطة بذلك، ولن أذكرها لك جميعا، بل أكتفي بسبعة شواهد منها، تغنيك
عن غيرك، أو تدربك على التعامل مع غيرها ([46]).
أما أولها.. فالإعجاب بجمال البدن.. وعلاجه
ـ بالإضافة إلى تلك الأدوية العرفانية ـ بالتفكر في (أقذار الباطن، وفي أول أمره
وآخره، وفي الوجوه الجميلة والأبدان الناعمة كيف تمزقت في التراب وأنتنت في القبور
بحيث استقذرتها الطباع) ([47])
وأما الثاني.. وهو الإعجاب بالقوة
والبطش، فعلاجه بالتفكر في الأقوام الذين
[46] انظر التفاصيل المرتبطة بهذا في إحياء
علوم الدين والمحجة البيضاء وغيرهما من كتب السلوك والأخلاق، وقد ذكرنا الكثير من
التفاصيل المرتبطة بهذا من خلال ما ورد في القرآن الكريم في كتاب [لا تفرح]
[47] المحجة
البيضاء في تهذيب الإحياء، ج6، ص: 284، فما بعدها.
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53