responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52

تعالى: ﴿ فَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [البقرة: 64]، وقوله: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]، وقوله: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِن الله يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النور: 21]

وغيرها من الآيات الكريمة التي تشير إلى أن كل كمال تستشعره في نفسك، أو عمل تقوم به، أو تزكية تحصل عليها، إنما هي فضل إلهي خالص، كما عبر عن ذلك قوله a: (ما منكم من أحد ينجيه عمله)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته)([42])

ولذلك، كان لك أن تعجب بها جميعا، لكن باعتبارها فضل من الله عليك، وليس كسبا من كسبك، أو فضلا من فضلك.أعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنك ستذكر لي ما ذكره بعضهم لشيخه حين قال له: (كيف يمكنني أن أجهل أعمالي؟ وإني أنا عملتها وإني أنتظر عليها ثوابا، ولو لا أنها عملي لما انتظرت الثواب فإن كانت الأعمال مخلوقة لله على سبيل الاختراع؛ فمن أين لي الثواب، وإن كانت الأعمال مني وبقدرتي فكيف لا أعجب بها؟)([43])وأنا أحيلك في الجواب إلى القرآن الكريم.. فاقرأه بعين قلبك، وستجد الله تعالى يخاطب نبيه a ومن معه من المؤمنين بعدما انتصروا على أعدائهم، ويقول لهم: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِن الله قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِن الله رَمَى ﴾ [الأنفال: 17] ويمكنك أن تقيس على هذا كل أعمالك، فالله تعالى هو الذي (خلقك، وخلق

 


[42] مسلم (2816) (73)

[43] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌6، ص: 279

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست