responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 509

ويشير إلى هذا قوله a: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل) ([872])

ويشير إليه ما ورد في النصوص المقدسة من نهي رسول الله a عن استعجال الهداية أو طلبها لمن لم تتوفر فيه شروطها، قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ (النساء:272)، وقال تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (الكهف:56)

ذلك أن دور رسول الله a قاصر على أداء ما كلف به من التبليغ، ثم ترك شؤون الخلق لله، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (الزمر:41)، وقال: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾ (عبس:21)

وغيرها من الآيات الكريمة التي تدعو إلى أداء الواجب، ثم ترك النتائج لله تعالى، مثلما يفعل الفلاح الذي يغرس أشجاره، ويعتني بها، دون أن يستعجل ثمارها، لأن لها أجلها الخاص بها.

وخطر الاستعجال ليس في ذلك فقط، بل إنه قد يحول بين الإنسان وتحقيق طلبه، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a ما يبين دور العجلة في عدم استجابة الدعاء، قال a: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل. يقول: دعوت فلم يستجب لي)([873])

وذلك يشبه من يقطف الثمار قبل بدو صلاحها؛ ولو أنه تمهل قليلا، لأكلها طيبة


[872] الطيالسى (ص 275، رقم 2068) ، وأحمد (3/191، رقم 13004) ، وعبد بن حميد (ص 366، رقم 1216) ، والبخارى فى الأدب المفرد (1/168، رقم 479)

[873] البخاري [فتح الباري]، 11( 6340) و اللفظ له، و مسلم( 2735)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست